"لو تنبئنا بما نعيشه اليوم، فلن نقدم ترشحنا لاستقبا الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012"، هكذا تحدثت تيسا جوويل كاتبة الدولة المكلفة بملف الألعاب الأولمبية في بريطانيا والتي لم تخفي أسفها عن تنظيم الأولمبياد في الظروف الاقتصادية السلبية التي يعيشها العالم حاليا بسبب الأزمة المالية.
أسف تيسا جوويل ينسينا دموع الفرح التي انهالت من أعين المسؤلين البريطانيين حين أعلن عن ترشح لندن من طرف اللجنة الدولية الأولمبية. كان ذلك يوم 6 أيلول/يوليو 2005 بعد أربع دورات اقتراع تحصل ملف لندن على مجموع 54 صوتا من أصل 104، لتنتهي منافسة حادة بين لندن وباريس.
تراجع الراعين عن دعم أولمبياد لندن 2012
تزامن تنظيم اللعاب الأولمبية في لندن وحلول الأزمة المالية لا يخدم مصالح المنظمين لأن الراعين الذين كانوا سيدعمون الألعاب ماديا أصبحوا يتراجعون قرارهم.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت أسبوعية "سبورتس بيزنيس" أن شركة "جونسن أند جونسن" المختصة في صناعة المنتوجات الصحية لن تمدد عقدها مع اللجنة الدولية الأولمبية حتى عام 2012. بذلك تفقد ألعاب لندن رابع راعي وعقد بملايين اليورو. كوداك ومانولايف وشركة لينوفو كانوا الأوائل في التراجع عن دعم أولمبياد لندن نظرا للظرفية الاقتصادية الحالية.
بدوره رئيس شركة "بريتيش إيرويز" مارتن بروغتن اعترف أن شركته لم تكن لتوقع العقد الذي وقعته مع منظمي الألعاب لو توقعوا قدوم الأزمة المالية.
وبالرغم من ذلك، يحافظ الساهرون على الألعاب على برودة اعصابهم وتفاؤلهم. في تصريح لقناة فرانس 24، قال أدريان باسيت وهو أحد المنظمين "لدينا 7 راعين رسميين وراعيين ثانويين. حاليا توصلنا إلى توقيع عقود مع ثلثي الداعمين للألعاب ويبقى أمامنا 3 أعوام لتعزيز لائحة الداعمين".
ميزانية الألعاب تضاعفت
اضطرت بريطانيا على الرفع من الميزانية المخصصة لتنظيم اللعاب الأولمبية مما يعقد الأمور بالنسبة إليهم من الجانب المادي. عام 2005، قدمت مدينة لندن ميزانية بقدر ملياري جنيه استرليني أي ما يعادل 2.3 مليار يورو لأنها كانت تعول فقط على البنيات التحتية الرياضية الجاهزة أي ستاد ويمبلي لمبارايات كرة الدم وستاد ويمبلدن لكرة المضرب. سنتين بعد ذلك، أعلنت الحكومة عن مزانية بقيمة 9.3 مليار جنيه.
لكن أدريان باسيت لايعتبر ذلك تعزيزا للميزانية المبدئية المعلن عنها لأنه يعتبر أن هذا الارتفاع من مليارين إلى 9 مليارات يعود على ميزانية "احتياط" ستخصص لإعادة تجهيز وتهييئ ضاحية لندن التي ستستقبل الألعاب. عام 2005، لم يجبر المرشحين على تقديم هذه الميزانية، وإنما فقط ميزانية تنظيم الألعاب.
مقارنة مزعجة مع ألعاب بكين
ازداد ضغط مشاكل ميزانية اللعاب بنجاح ألعاب بكين 2008. الجميع يطرح السؤال ذاته هل سيتمكن اللندنيون من تنظيم ألعاب في مستوى العاب بكين؟ في تصريح لجريدة الديلي تلغراف البريطانية أعلن عمدة لندن، بوريس جونسون لا يشك في قدرة مدينته على ذلك بالرغم من ظرفية اقتصادية تطغى عليها الأزمة المالية "ليست هناك ظرفية غير مناسبة لتنظيم حدث في مستوى الألعاب الأولمبية، وفي الظرفية الاقتصادية الحالية، أعتقد أن لندن محظوظة لاستقبال أولمبياد 2012".