قـــابـــس جـــنّـــة الـــدنـــيـــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قـــابـــس جـــنّـــة الـــدنـــيـــا

مـــنـــتـــدى هـــدهـــد لـــلـــمـــعـــلـــومـــات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الأوّل.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 93
العمر : 43
الموقع : https://hudhud.forumactif.org
تاريخ التسجيل : 20/10/2008

الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الأوّل. Empty
مُساهمةموضوع: الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الأوّل.   الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الأوّل. Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 24, 2008 10:14 am

بات باستطاعتنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى في ظلّ عالم مليء بالمتغيّرات المتناسقة والمتسارعة والتي تحكم مختلف وجوه حياتنا اليوميّة، بات باستطاعتنا إيجاد قضايا متعدّدة ومتنوّعة تحمل في طيّاتها مواقف متقاربة أو متنافرة حسب ما تقتضيه مصلحة الفرد أو الجماعة مسألة ممكنة وسهلة جدّا.
ولكن ماذا لو أنّ هذه القضايا لم تعد تتعلّق لا بفرد من الأفراد أو بجماعة من الجماعات وإنّما صارت قضيّة حضارات بأسرها تتصادم أو تتحاور حسب ما تقتضيه مصلحتها؛ هل سيظلّ العالم إذا كما هو عليه الآن؟ أم أنّ هناك مفاهيم جديدة قد تبرز إلى السطح قريبا؟

إنّ مسألة تصادم الحضارات أو تحاورها لمسألة بديهيّة وعاديّة للغاية وليست محدثة لأنّها حتميّة منذ الأزل ووقوعها مرتبط فقط بالظروف الزمانية والمكانية المسببة لها والأحداث الراهنة التي تفرضها على الجميع.
انطلاقا من هذه النتيجة فإنّ حديثنا عن الاختلاف منذ البدء لا يعبّر عن رأي متبنّى بالضرورة ولكن هيّ مجرّد إشارة بسيطة إلى موضوع غاية في الأهميّة، كان يجدر بنا أن نسلّط عليه الضوء لأنّه يعبّر عن فترة لاحقة لفترة سابقة واقعيّا، وفي الآن نفسه هو تعبير عن فترة سابقة لفترة لاحقة نصّياً.
وبالتالي لئن سلّمنا باختلاف مفهوم الصراع بين الإنسان والحيوان على سبيل المثال؛ فإنّ فهذا الأخير لا يمكن أن تتجاوز علّة الصراع لديه أكثر من مفهوم السيطرة على القطيع أوّلا وذلك بالنسبة إلى القويّ من الحيوانات، والثاني الصراع من أجل البقاء بالنسبة للضعيف منها.
أمّا بالنسبة للإنسان فإنّ مسألة الصراع لديه أيضا لا تتعدى ذلك كثيرا، بيد أنّ القطرة التي أفاضت الكأس وإن كانت قطرة فإنّ النتيجة سواء وهي الفيضان؛ وفي النهاية فإنّ كثيره أو قليله تبقى تسمية التعدّي للحدود تعدّيا ومجاوزة الممنوع مجاوزة وإمكانيّة تفرّع عن هذان السببان الرئيسيان (الصراع من أجل السيطرة / الصراع من أجل البقاء) ليتّخذ مناح أخرى قائمة دائما وأبدا ويمكن أن يتجسّد ذلك في الصراع على الثروات الطبيعيّة أو على المناطق الإستراتجية أو الصراع من أجل المال والنّفوذ.

ومنذ القدم، كان على الإنسان أن يضع ناموسا ينظّم من خلاله العلاقة التي تربطه بالطرف الآخر وهذا ما حدث بالفعل لكنّ ثقتنا بهذا القانون لم تدم طويلا، فمنذ الوهلة الأولى لنشوء الخليقة بدا وكأنّ الإنسان غير قادر بمفرده على استخدام عقله بالشكل السليم وفي الاتّجاه المناسب والإيجابي وبالتالي سرعان ما انهار تحت وطأة أوّل تضارب بين المصالح، وهذا ما حدث بالضبط مع هابيل وقابيل وفي قصّتهما مع الغرابين لذلك كان لبدّ للإنسان من قوى خارجيّة أخرى تحكمه وتوجّهه نحو الأفضل، بحيث تقلّص نزعة التطرّف لديه وتغذّي روح الجماعة فيه.
ولكن قبل حديثنا عن هذا الحلّ الأمثل كانت أفضل عبارة يمكن أن نصف بها ذلك المشهد المميّز في تاريخ البشريّة كافة عبارة أطلقها الفيلسوف الإنجليزي المعروف توماس هوبز عندما قال "l’homme est un loup pour l’homme" أو "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان" لقد بدت المسألة عبارة عن رسم عنوان لصورة التقطت قبل آلاف السنين ومن يدري ربّما قبل ملايين السنين، وبين اللوحة والعنوان وخلال هذا الكمّ الهائل من السنون مرّ الإنسان بالعديد والعديد من مظاهر التعنّت والأنانيّة وحبّ السيطرة على الآخرين وهذا ما جسّدته إحدى أسوأ حربين عبر التاريخ (الحرب العالميّة الأولى والحرب العالميّة الثانيّة).
وبالتالي فإنّ صراع الحضارات ليس صراعا ماديّ فحسب بل هو صراع أفكار بالأساس، وصراع مفاهيم فيما بينها والصدام الحضاري هو استعلاء حضارة على بقيّة الحضارات وهذه الميزة هي وليدة نزعة مرضية سلطوية متفشية داخل حضارة ما، داخل فئة معيّنة في هته المجموعة تكرّس بقائها ليس في السلطة فحسب بل خلال اكتسابها إلى آليات السيطرة المطلقة كالمال والنفوذ والعلم والسلاح.
وبعيدا عن كلّ هذا نجد أنّ الشمس تبزغ من الشرق دائما من أجل ذلك فقط فالحلّ يأتينا من الشرق مرّة أخرى؛ "الإنسان مدنيّ بطبعه" ابن خلدون...

- يتبع -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hudhud.forumactif.org
 
الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الأوّل.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحضارات بين التصادم والحوار. (أو محاورة بين هوبز وابن خلدون) الجزء الثاني.
» النظام السياسي التونسي نظرة متجددة - مقدمة الجزء الأوّل
» باب الحارة الجزء الثالث
» النظام السياسي التونسي نظرة متجددة - مقدمة الجزء الثاني
» النظام السياسي التونسي نظرة متجددة - مقدمة الجزء الثالث والأخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قـــابـــس جـــنّـــة الـــدنـــيـــا :: 8- قـــســـم الـــثـــقـــافـــة - (7م). :: مـنـتـدى الـصـحـافـة-
انتقل الى: